Historique du Musée

بالقصبة السفلى، وفي حي يدعى « سوق الجمعة » يوجد قصر جميل، بني منذ زمن بعيد.
صاحب القصر معروف باسم « حسن خزناجي » كان يعيش فيه مع زوجته وابنتيهما فاطمة
وخداوج البنت الصغرى، لقد ارتقى في سلم الوظائف الى ان أصبح قائدا للأسطول البحري الجزائري.
في يوم من الأيام قرر الاب السفر كعادته، فشرع في حزم امتعته الازمة، ولما علمت خداوج بذلك، ذهبت اليه مسرعة وهي تبكي وتحاول ان تغير رايه وتقنعه بالبقاء، لان خداوج كانت طفلته المدللة ولم يكن يرفض لها طلبا.
رغم محاولات خداوج العدي

دة، أصر الاب على السفر، فخرجت لتودعه والحزن باد على ملامحها، فحاول الاب تخفيف حزنها فوعدها عند عودته، بمفاجأة كبيرة تعجبها كثيرا.
اخذت خداوج مكانا في القصر يطل على البحر تراقب منه ابتعاد السفينة في عرض البحر حتى أصبحت نقطة في الأفق ثم اختفت.
وعادت خداوج داخل القصر الفسيح متمنية ان يوفق اباها في رحلته، راجية من الله ان يرجعه بسرعة.
وظلت تسائل نفسها عن المفاجأة الكبيرة التي وعدها بها.
طوال مدة السفر اخذت خدواج تشغل نفسها بتعلم الطرز والخياطة مثلها مثل بنات سنها قد تجد وسيلة تملا بها الفراغ الذي تركه غياب ابيها عنها.
بعد انتظار طويل، عاد الاب من سفره برفقة حاشيته المحملة بالهدايا، عند سماع الخبر خرجت خداوج من سكونها وغمرتها السعادة، معبرة عن فرحتها الشديدة برجوع ابيها العزيز، فهرولت مباشرة للقائه وعند رؤيته ارتمت في احضانه مقبلة إياه ودموع الفرح تنساب من عينيها معاتبة إياه على غيابه الطويل.
بعد تبادل أطراف الحديث امسكت خداوج بيد ابيها ثم التزمت الصمت وكان بصرها متجها نحو الامتعة فلاحظ الاب انها تود معرفة المفاجأة التي وعدها بها.
فتحت خداوج الهدية وبصرخات متكررة عبرت عن اندهاشها لجمالها، انها مرآة من زجاج لماع يشبه بريق الألماس تحيط بحواشيها زخرفة منقوشة، فرحت كثيرا واخذتها شاكرو اباها عليها.
عبرت خداوج وأصبحت شابة جميلة تقابل دائما مراتها وتحدق فيها طوال النهار حتى كادت ان تغتر بجمالها.
مرت أيام وأيام وخداوج على هذه الحا

ل، تفتخر بجمالها وذات يوم احست فجأة بألم في عينيها لكنها لم تبال بذلك لكن الألم اشتد عليها شيئا فشيئا حتى فقدت بصرها نهائيا.
حزن والدها عليها واستدعى كل الأطباء والحكماء الموجودين فب البلاد لعلاجها لكنهم عجزوا عن ذلك ورغم استعمالهم لكل أنواع الادوية والأعشاب التي يصعب العثور عليها لكن دون جدوى.
لم يستطع الاب فعل أي شيء لابنته رغم المحاولات التي استخدمها الحكماء لإنقاذها من المرض، فسلم امره لله.

وبعد تفكير طويل على مصير ابنته قرر ان يهدي لها القصر حبا لها وضمانا لمستقبلها بعد موته.

تعودت خداوج على حياتها الجديدة وعاشت في القصر مع أبناء اختها عمر ونفيسة معززة، الامر الذي زادها حبا و تعلقا بالحياة

 

.