المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية
إلى متحف الفنون والتقاليد الشعبية
في عام 1947م، قامت الحكومة الجزائرية العامة بضم القصر إلى المصلحة التقنية للحرف التقليدية اليدوية، تحت اشراف " لوسيان جولفين" Lucien Golvin)) ، وهو متخصص في مجال الحرف اليدوية لكل من تونس والجزائر، إذ أنشأت بالقصر ورشات خاصة بالطرز والخياطة، كما نظمت به مسابقات أفضل الحرفيين وذلك لتشجيع أهل الحرف.
بعد ذلك احتضن القصر معرضا دائما للفنون الشعبية الجزائرية، وفي عام 1961م تم تحويل القصر إلى متحف للفنون والتقاليد الشعبية، ليصدر المرسوم 87-215 المؤرخ في 27 أيلول / سبتمبر 1987 الذي أصبح فيه القصر إلى متحفا وطنيا للفنون والتقاليد الشعبية.
يقدم المتحف " قصر دار خداوج العمياء " للجمهور اكتشافًا لتحف استثنائية، بحيث يحتفظ ويعرض تحفا متنوعة وغنية، تنقسم هذه الأخيرة الي مجموعات من مختلف مناطق البلاد، حيث تعكس خصائص هذا التراث الموروث وبشكل أساسي الحياة اليومية والمعدات التقنية للحرف اليدوية التقليدية.
بالإضافة إلى المجموعات المتحفية الموجودة في القصر، يعتبر المبنى في حد ذاته تحفة معمارية، على الرغم من التحولات التي طرأت عليه على مر القرون، كما يواصل جماله الأصلي المميز التأثير في حواسنا بنمطه الجمالي المدهش الخاص بالمغرب في الفترة الوسيطة.
من قصر خداوج العمياء
يعتبر المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، والمعروف باسم دار خداوج العمياء، من أشهر المعالم التاريخيية الواقعة في االقصبة السفلى، قلب مدينة الجزائر العتيقة، وبالتحديد في حي سوق الجمعة على بعد بضعة أمتار من مسجد كتشاوة، هذه الضاحية كانت معروفة في ذلك الوقت باسم الجنينة (الحديقة).
من الصعب تحديد تاريخ بناء القصر، ومع ذلك أرخ من طرف لوسيان جولفين (Lucien Golvin) الى حوالي عام 1570م، من طرف يحيى رايس، وهو ضابط في الأسطول الجزائري، وترجع مصادر أخرى بنائه إلى حسن خزناجي، أمين الخزينة لدى الداي محمد بن عثمان، الذي اهداه لابنته خداوج، ولتوسيع القصر قام هذا الأخير بشراء وضم المباني المجارة له. وحسب الأسطورة، ان مالكة القصر "خداوح" فقدت بصرها من كثرة تحديقها مطولا في المرآة معجبة بجمالها، ومنه جاء اسم القصر.تشير بعض الوثائق أن ورثة خداوج، "عمر ونفيسة"، أبناء الداي حسين مكثوا في هذا القصر الجميل الى غاية قدوم الفرنسيين إلى الجزائر.
منذ ذلك الوقت، تم تعيين المبنى كأول مقر لبلدية الجزائر كما استخدم كمقر للسلطات الفرنسية العليا، ويعتبر نائب مدير الداخلية الفرنسي أول من مكث هناك قبل أن يستقر فيه النائب العام للجزائر، ليتبعه مسؤولين حكوميين آخرين.
كان القصر أيضا مكانا لتنظيم حفلات استقبال مهمة، حضرتها شخصيات معروفة ومن بين الضيوف البارزين نذكر الامبراطور "نابليون الثالث" وزوجته "أوجيني مونتيرو Eugénie (Monthirot)".